خبير مائي يكشف حقيقة تسريب فى سد النهضة
نشر الخبير المائي عباس شراقى عبر صفحته الرسمية فيس بوك منشورا يشير فيه أن هناك تسريب يحدث فى سد النهضة الأثيوبي.
وقال شراقى أن من كثر الحديث فى الفترة الأخيرة عن أن هناك تسريب أسفل سد النهضة عن طريق الرصد بالأقمار الصناعية لنهر جوفى من أسفل سد النهضة، ورديت على ذلك بأن منطقة سد النهضة مكونة من صخور صلبة كثيرة التشققات نتيجة وجود الأخدود الأفريقى الذى يقسم أثيوبيا نصفين، ويصعب تتبع المياه الجوفية بالأقمار الصناعية التى ترصد شكل سطح الأرض،
وأوضح شراقى أن فى باطن الأرض يوجد أجهزة جيوفيزيائية لذلك باستخدام الطرق الجاذبية والمغناطيسية والكهربية فى حالة المياه الجوفية وغالبا يتم ذلك من خلال دراسات حقلية لمزيد من دقة البيانات. صخور صلبة (hard) تعنى نارية أو متحولة وليس بالضرورة أن تكون قوية، للتفرقة عن الصخور الرسوبية الرخوة (soft).
وأشار شراقى أن تشغل الصخور البركانية البازلتية التى تشكل البراكين معظم الأراضى التى تقع فى أحواض نهر النيل داخل اثيوبيا، وتقع أعلى صخور صلبة (نارية ومتحولة) وقليل من الصخور الرخوة (الرسوبية) مثل الحجر الرملى. منطقة سد النهضة منخفضة بالنسبة للهضبة الاثيوبية وهى عبارة عن صخور متحولة صلبة إلا أنها متشققة وتعانى كثير من التحلل بواسطة المحاليل الساخنة التى كونت بعض المعادن الاقتصادية مثل الذهب، ولذلك بحيرة سد النهضة سوف تغمر كثير من المناطق التعدينية. التشققات أحد أسباب التاخير فى الانتهاء من سد النهضة حيث يتم حقنها بالخرسانة.
كما أكد أن تسرب المياه من خلال التشققات فى منطقة بحيرة سد النهضة متوقع أن يكون مرتفعا ولكن لم يتم قياسه حتى الآن، والتسرب هنا ليس من تحت جسم السد فقط ولكن خلال التشققات فى الصخور المحيطة ببحيرة السد التى سوف تصل مساحتها إلى حوالى 2000 كم2، وليس معنى ذلك أن هناك نهراً تحت سد النهضة أو كهوف كما يزعم البعض، لأن الكهوف لا تتكون إلا فى صخور جيرية تتحلل بفعل المياه الجوفية كما هو الحال فى وادى سنور (بنى سويف) وكهف هيرقل بطنجة (المملكة المغربية)، وما هو موجود فى منطقة سد النهضة هو كثير من التشققات والفوالق التى يمكن أن تؤثر على سلامة السد خاصة بعدما يمتلئ بسعته الكاملة 74 مليار م3.
الهضبة الاثيوبية كثيرة المشاكل الجيولوجية بما فيها منطقة سد النهضة ، والسد معرض لكثير من المخاطر خاصة بعد الملء، ولكن ليس معنى ذلك أن نجرى خلف أى إدعاء غير علمى يضعف من مصداقيتنا حتى ولو كان على هوانا، بل نتبع ما يصدر من خبراء متخصصين ليس لهم غرض سياسى.
